قصة تاريخ رياضة جيو-جيتسو
مرحبا يا أطفال، سوف اروي لكم قصة تاريخية لطيفة حول انطلاقة رياضة جيو-جيتسو هذه الرياضة التي تعلمناها هنا في المدرسة.
تعني هذه الرياضة الفن النبيل، أو بمعنى آخر إنها فن الدفاع عن النفس تستنفذ بها القليل من الطاقة ولا تحتاج للقوة وهي تسمح للشخص الأصغر حجما و الأقل قوة بان يدافع عن نفسه ويهزم خصمه حتى لو كان أقوى واكبر من الناحية الجسدية.
في جيو-جيتسو نجد حالات السقوط والإصابات والالتواء وقبضات الخنق ونقاط الضغط والتثبيت والنهوض على القاعدة والتي تعتبر بمثابة الوضعية القتالية.
ويتم ممارسة جيو-جيتسو وقوفا أو على الأرض.
حسنا لكن الذي نود معرفته هو كيف بدأت جيو-جيتسو.
بدأت جيو-جيتسو منذ وقت طويل جدا في الهند حيث تمت ممارستها من قبل الرهبان البوذيين الذين انتابهم القلق حول الدفاع عن أنفسهم لأنهم كانوا يقومون برحلات طويلة سيرا على الأقدام والصلاة من اجل آلهتهم، وقد تعرضوا للسرقة باستمرار ولم يتمكنوا من حماية أنفسهم، وبهذه الطريقة طور الرهبان فنا يعتمد على مبادئ التوازن بين نظام المفاصل ومبدأ الروافع، دون الحاجة لاستخدام القوة أو السلاح التي تعتبر غير مسموح بها في ديانتهم.
وقد اعتبرت هذه الطريقة لزمن طويل بمثابة الوسيلة التي كانوا يباغتون بها مهاجميهم، ومع ظهور البوذية عَبَرَ الرهبان العديد من البلدان المختلفة ونشروا ديانتهم ومعتقدهم إلى أن وصلوا اليابان حيث تم تطوير جيو-جيتسو وذاع صيتها.
وقد سافر العديد من معلمي جيو- جيتسو منذ أواخر القرن التاسع عشر، إلى اليابان وقارات أخرى حيث كانوا يتكسبون رزقهم من التعليم والانضمام إلى حلبات الصراع حيث كانوا يواجهون منافسين آخرين من مدارس الفنون القتالية المختلفة.
المعلم ايساي ميدا كوما المعروف أيضا بكونت كوما كان واحدا منهم، فبعد السفر مع فريقه للقتال في بلدان عديدة في أوروبا وأمريكا، وصل إلى البرازيل عام 1915 وأقام في مدينة تدعى بيليم في ولاية بارا. وبعد عام التقى جاستياو جرايسي الذي ساعده على الاستقرار في هذه المدينة.
رزق جاستياو بثمانية أطفال هم خمسة صبية وثلاث فتيات وأصبح أحد مشجعي لعبة جيو-جيتسو فاصطحب ابنه البكر كارلوس ليتعلم جيو-جيتسو لدى كونت كوما. كان كارلوس صبيا ناحلا وضعيفا يبلغ من العمر 15 ربيعا، إلا أنه وجد في جيو-جيتسو وسيلة لإثبات الذات، حيث تمكن من فعل ما عجز رفاق جيله عن القيام به. وحين بلغ التاسعة عشر ذهب إلى ريو دي جانيرو مع عائلته ليصبح مقاتلا محترفا ومعلما لهذا الفن القتالي، وقد سافر في أنحاء البرازيل ليقدم الدروس يهزم خصومه الأقوى منه جسديا.
وفي العام 1925 عاد إلى ريو دي جانيرو وافتتح أول صالة له سميت صالة جرايسي للجيو-جيتسو. ومنذ ذلك التاريخ فقد استمر بنقل مهاراته وعلومه إلى إخوته وقام بتعديل وتحسين الفن ليتلاءم مع الجسد الهزيل الذي كان سمة مميزة في عائلته، كما علَّم أيضا فلسفته عن الحياة ومفاهيمه عن التغذية الطبيعية سيما وأن تناول الطعام بالشكل الأمثل يعتبر بمثابة أمر هام للغاية لمن يرغب في ممارسة جيو-جيتسو وقد حوّل نظام جرايسي للحمية، من جيو-جيتسو إلى رمز صحي. وبعد ذلك بسنوات، أصبح الفن القتالي الياباني يعرف باسم جيو-جيتسو البرازيلية وبدأ معلمو هذا الفن بتعليمه عبر العالم وكانت تلك الطريقة التي وصل بها المعلم كارلوس سانتوس إلى هنا في مدرستكم بحيث يمكنكم أن تصبحوا أصحاء أقوياء.
إليكم فيما يلي بعض النصائح لتحظوا بفائدة كاملة من دروس جيو-جيتسو :
- يتم غسل اليدين قبل دخول الحلبة.
- المحافظة على نظافة الرداء.
- يمنع دخول الحلبة والحذاء في القدم.
- يمنع الخروج من الحلبة حافي القدمين.
- المحافظة على نظافة وقصر أظافر اليدين والقدمين.
- احترام المعلمين والزملاء.
ولا ننسى تناول الطعام بالشكل الأمثل لان الطعام وقود جسمنا. مع تناول الخضار والفاكهة وشرب الكثير من الماء.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة وتذكروا أن جيو-جيتسو رياضة تمارس على بساط الحلبة مع الزملاء والمعلمين وليس الغرض منها تشجيع العنف.
أطيب الأمنيات لكم.